ثلوثية د. محمد المشوح
في



الأخبار
عثمان الصيني في ثلوثية المشوح
عثمان الصيني في ثلوثية المشوح
11-03-2011 06:11 PM
جريدة الجزيرة 23 / 2 / 2008 م تغطية - عبدالمحسن الحقيل

بدأت الأمسية كالعادة بتقديم موجز عن الضيف تولى القيام به مقدم الأمسية الدكتور عبدالله الوشمي ثم ترحيب بالضيف من قبل الدكتور محمد المشوح ليبدأ الضيف حديثه معلقاً على وصفه بالقادم من الحجاز ومشيراً إلى أنه لم يعتد الحضور للصوالين الأدبية لكثرة مشاغله من جهة ولأنه ليس بالقدر الكافي ليكون ضيفاً في أحدها وتذكر أنه عند قدومه للرياض أخبره أحد أصدقائه أنه سيفقد الأمسيات الأدبية الخاصة، وأكد أننا نحتاج الحضور للصوالين الأدبية لمعرفة الحراك الثقافي في السعودية فهي المرآة الحقيقية للمشهد.

وأضاف مداعباً: أنا عادة أجيد التهرب وحاولت عندما حدثني المشوح لكني تذكرت أني أمام محامٍ ولذا فأنا لا أذكر حتى ما قلت له.

ومن البداية وضح أنه مستعد للحديث في جانبين اثنين أولهما: التراث واللهجات الشعبية، والثاني: المخطوطات.

وبدأ حديثه بأنه عاش في الطائف التي يعدها البوابة بين نجد والحجاز أنه درس في دار التوحيد التي تجمع خليطاً من القبائل حيث التقط عاداتهم ولهجاتهم وشعرهم الشعبي ومن خلال التعامل المباشر التقط الفوارق اللهجية. وأفاد من هذا كثيراً لما تتلمذ في الجامعة على يد الدكتور خليل عساكر متذكراً مناقبه فهو الذي نشر أطلس اللهجات كما سافر إلى جنوب السودان وفيها مجموعة قبائل شفاهية فكان أول من وثق تراثهم، وأضاف: عملت معه في وضع أطلس لهجي لقبائل المناطق المحيطة بالطائف ثم أشار إلى مؤتمر اللهجات الذي عقد في جامعة الملك سعود قديماً والذي أفاد منه كثير من طالبات الدراسات العليا.

وعن المخطوطات أكد أن علاقته بها قديمة منذ صغره إذ كان مع والده في مكة والطائف وتذكر أن أنه كان يذهب لمكتبة الحرم وانقطع عنها فترة طويلة وعاد بعد الترميم فوجد المخطوطات دمعت ووضعت في أكياس ووكل أمرها للمؤذن الذي كان يعطي الضيوف المفتاح ويقول: ابحثوا عما تريدون فوجد ضيفنا معظم المخطوطات ممزقة وبالتالي فهي مجهولة الهوية ولا يعرف إلى أين تعود كل مخطوطة فقام بفهرستها وأخذها الدكتور محمد زيد جمعة وطبع الفهرس، ومن هنا كانت رسالتي للماجستير في التحقيق وتحت إشراف الدكتور خليل عساكر. وفي الدكتوراه حققت مخطوطة (هداية السبيل) وحققت عدداً من الرسائل منها (القواعد الثلاثون في علم العربية).

وأشار إلى بعض العقبات عندما يرفض المشرفون إعطاءه المخطوطات ولا يسمحون بالتصوير متذكراً أنه وجد في المغرب كنوزاً من المخطوطات لكنه واجه المشكلة ذاتها.

وتحدث عن وجود فجوة كبيرة في اللهجات قديماً وحديثاً مؤكداً أن وصفها الموجود بعيد جداً عن الواقع مشيراً إلى تعريف (الكسكسة) بأنها قلب الكاف سيناً و(الكشكشة) قلب الكاف شيناً وهذا حسب رأيه غير دقيق. مشيراً إلى تركيب حرف من التاء والسين لدى بعض القبائل.

كما أشار إلى أن وصف سيبويه لحرف (الضاد) لم يكن دقيقاً بل هو أقرب ما يكون للغة هذيل.

بعد هذا الحديث بدأت المداخلات مع الأستاذ عبدالعزيز الحميدي الذي تساءل عن الحراك الثقافي في الطائف.

وأجاب الصيني أن حراكها الثقافي ليس موجوداً في أي مكان وأكد أنه كتب حلقات عن هذا المشهد مشيراً إلى (مكتبة السيد) حيث تباع كل الكتب من كل التيارات ووضح أنه كان في الطائف اثنتا عشرة داراً للسينما منها واحدة رسمية في نادي الضباط والدخول فيها جميعاً بريال واحد.

وتساءل الأستاذ عبدالله الحقيل عن علاقة الصحافة بالإبداع وأجاب الضيف أن الصحافة تعد أكبر زوجة طاغية لا تقبل الشريك.

والأستاذ محمد الشريف تساءل عن حقيقة إعفاء الضيف من منصبه في جريدة (الوطن) وأضاف: ماذا قدمت للصحافة وماذا قدمت لك؟

ورد الصيني بأن الصحافة عمل ممتع وقاتل في آن فهي تجعلنا نعيش ثلاثة أيام في يوم فالخبر الذي حدث أمس تعمل عليه اليوم ليخرج غداً وأكد أن الصحافيين من أسوأ الناس في علاقاتهم الاجتماعية مبيناً أن العالم الصحفي عالم افتراضي يعيشه الصحفيون حيث تجتمع لديك كل القارات وقد تعرف أشخاصاً من خلال مشاركاتهم أو من خلال الهاتف وتظن أنك تعرفهم لكنك في حقيقة الأمر لا تعرفهم ولم ترهم قط.

وعن فائدته من الصحافة، قال: كسبت علاقات وخسرت أخرى نتيجة الأخبار المنشورة. وعما قدم هو قال: حقيقة لا أعرف لكني كنت أعمل وأترك الحكم للقراء. وعن إعفائه أكد أنه لا يعرف وتساءل مداعباً: (فمن يملك الجواب؟) وأشار إلى أنه أعفي من قبل لما كان نائب رئيس التحرير.

الأستاذ عبدالمحسن الماضي طالب بكون المجلة العربية عالمية لا محلية وهل ستكمل كباقي الصحف الحكومية؟

وتحدث الضيف بإسهاب، فقال: فكرتنا أن تكون (المجلة العربية) سعودية موجهة للعالم العربي كله على غرار مجلة (العربي) وبين أن كل مجلة عرفت بشخص والمجلة العربية عرفت بحمد القاضي. وأكد أنه حريص على تقديم شيء مختلف، وأشار إلى أن المجلات وقعت في مأزق مع الفضائيات فعندما لعبت الفضائيات دور الصحف في نقل الخبر وتفوقت عليها بالمباشرة اتجهت الصحف للعب دور المجلات في استقراء الخبر وقراءة ما وراءه وهنا كان مأزق المجلات كبيراً فتوقف بعضها وأشار إلى أن الحكومات تصدر مجلات وتدعمها لتعمل في الثقافة وكل دولة تصدر مجلة لتخوض التحدي الصعب ووضح أن معظم وسائل الإعلام المقروء تبحث عن الأسماء الكبيرة بينما هو يحاول دائما البحث عن أسماء أقل شهرة لكن طرحها أقوى وأشار إلى أن مجلة (العربي) تمر بمأزق كبير في التوزيع والانتشار مؤخراً.

وجاء سؤال حول كون المجلات خلعت رداء المحافظة؟ ليتساءل ضيفنا: ما هي المحافظة؟ فإن كانت تجدد المدارس الصحفية وطرقها فنعم هي خلعت هذا الرداء وقال: لا نقدم أنفسنا بوصفنا محافظين أو لا.

وسؤال جاء عن سبب تواري ثقافة مكة. وكان الرد أن مكة تعرضت لخلخلة فكثير من أهلها رحل إلى جدة كما بدأت تركز على خدمة الحجاج قبل كل شيء.

وسؤال آخر عن تحديد موقع سوق عكاظ.. وقال الصيني إن الحديث عنه بدأ قديماً بمتابعة من صاحب السمو الملكي فيصل بن فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله قبل أكثر من خمس وعشرين سنة وكانت كل المحاولات تعتمد على النصوص الأدبية لكن الدكتور خليل المعيقل عمل نقلة عندما بحث فوجد آثاراً من عصور مختلفة واستطاع من خلالها تحديد المنطقة عن طريق إعادة الآثار لأزمنتها.

وتساءل جاء عن الوضع الثقافي بعد أحداث 11 سبتمبر ورد الضيف أن هناك موضوعات كانوا يترددون كثيراً في طرحها لكنهم الآن يطرحونها وصارت عادية فهي صدمة نستطيع أن نؤرخ بها وحتى الحكومات فتحت مجالاً للحديث بشكل أوسع من ذي قبل.

الزميل ياسر المعارك تساءل عن وضع الأديب عندما يدخل الصحافة بوصف الضيف أديباً وعن غياب الناقد في عثمان الصيني كما تساءل عن المفاتيح السحرية لفك طلاسم كرسي جريدة (الوطن) وكان الرد أن على الأديب أن يخلع رداءه عندما يدخل الصحافة ليرتدي الصحفي ووضح أنه ترك النقد بسبب الصحافة لكنه أكد أن قراءاته متصلة، وعن كرسي الوطن قال: لا توجد طلاسم ومن الأفضل ألا يبقى الرئيس فترة أطول لئلا يكون موظفاً فيموت الصحفي فيه.

الأستاذ خالد المشوح تساءل عن الحدة الموجودة بين التيارات اليوم ورد فارس الأمسية بأن الحدة موجودة قديماً وهي مظهر إيجابي؛ إذ لا حراك دون صراع وتذكر شيئاً مما كان بين العطار والعواد في جدة وفي الثمانينات لولا وجود الحداثة مع الصحوة لما أفرز واقعنا اليوم لكن يجب توفر المناخ الحقيقي وعلى الجهات ألا تتدخل إلا عند وجود مخالفة وتوقع إنتاجاً إيجابياً بعد مرور خمس سنوات بهذا الوعي.

وأعلن بعدها مقدم الأمسية نهاية المطاف وانتهاء الأمسية مع الضيف.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات301437


خدمات المحتوى


تقييم
0.00/10 (0 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.