الأخبار د. الصيني : الحراك الثقافي في المملكة قبل ربع قرن كان أكثر فاعلية |
د. الصيني : الحراك الثقافي في المملكة قبل ربع قرن كان أكثر فاعلية
11-03-2011 06:17 PM
جريدة المدينة 23 / 2 / 2008
كشف الدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير المجلة العربية عن البيئة الثقافية والفنية التي كانت تعيشها كثير من مناطق المملكة قبل ربع قرن من الآن، مركزاً على ما كانت تتمتع به منطقة مكة المكرمة والطائف التي كان يعيش بها آنذاك من العلماء والمفكرين، ووجود المكتبات التراثية والمكتبات الخاصة والعامة التي كانت تتواجد بها كافة الكتب بكل أنواعها، ولم يكن على تلك المكتبات أي قيود أو رقابة، في حين يتذكر هو شخصياً وجود دُور للسينما في محافظة الطائف كانت تتجاوز 12 محلا تعرض أفلاما سينمائية، وكانت تذكرة الدخول إلى السينما تكلف ريالا واحدا، إلى جانب الحفلات الفنية التي كان يقيمها كثير من الفنانين وعلى رأسهم الفنان الراحل طلال مدّاح والفنان عبد الله محمد رحمهما الله وغيرهما.جاء ذلك أثناء استضافة “ثلوثية المشوح” بالرياض للحديث عن مسيرته الثقافية والإعلامية، وتجاوز ذلك إلى الحديث عن مساهمته الشخصية في فهرسة مكتبة عبدالله بن عباس التي تأسست في عهد الأشراف وهي من أبرز المكتبات التراثية في الطائف وعندما قام بزيارتها في ذلك الوقت وجد أنها بحاجة ماسة إلى فهرسة فتهيأ للقيام بهذا العمل الذي أسهم في جعل المكتبة من المنارات الثقافية في المحافظة.?ورغم رفضه الشديد للحديث عن تجربته الصحفية في صحيفة الوطن التي كان يعمل بها رئيساً للتحرير مكلفاً -قبل رئاسته للمجلة العربية- إلا أن الأسئلة الملحة من الحضور جعلته يتحدث عن علاقته كأكاديمي وباحث بالصحافة، مشيراً أن دخوله الصحافة جعله يوقف الكثير من مشاريعه لأنه على حد وصفه للصحافة بأنها تُعتبر أكبر زوجة طاغية في العالم لكونها لا تقبل شريكة على الإطلاق فلا يكون لدى من يعمل بها أي وقت للقيام بأي أعمال أخرى، موضحاً أنه إذا كان يعمل عندما كان في العمل الأكاديمي لمدة 10 ساعات في الأسبوع، فإنه أصبح يعمل في الصحافة لمدة 70 ساعة في الأسبوع وربما تتجاوز ذلك، لكن الصحافة تخلق للشخص الذي يعمل بها عالماً افتراضياً مثل الإنترنت الذي يخلق عالماً افتراضياً، ففي عملنا في الصحافة نعيش ذلك فنتحدث إلى أشخاص كثيرون في كثير من مناطق المملكة، وفي كثير من الدول، ونكوّن معهم صداقات حميمة، لكننا قد نكون لم نقابلهم على الإطلاق ولا نعرفهم إلا من خلال الهاتف، فهو عالم افتراضي يصنعه واقع العمل في الصحافة، فيما يفقد الشخص الذي يعمل في الصحافة العلاقات الاجتماعية، فيصبح من أسوأ الناس في تكوين العلاقات الاجتماعية .وأوضح رئيس تحرير المجلة العربية أنهم يسعون في المجلة لأن تكون مجلة ثقافية موجهة للعالم العربي، كما كان ذلك حلم التأسيس عندما تم تأسيسها على غرار مجلة العربي التي تصدر في الكويت، وبما أن الصحف المحلية أخذت طريقة المجلات في الخوض فيما وراء الخبر والحرص على عمل التقارير والتحقيقات الصحفية بعد انتشار القنوات الفضائية وتعددها التي تنقل الأخبار لحظة بلحظة فإننا نعمل على أن نقدم صحافة ثقافة متميزة، وعبر الاستفادة من تجربتي في صحيفة الوطن ولا نريد أن تكون المجلة العربية مجلة مكررة أو نسخة من مجلات أخرى مشابهة ولكونها مجلة حكومية فلا نريد لها أن تكون مجلة موجهة. وتحدث الدكتور الصيني في ختام اللقاء بشيء من الإسهاب عن الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة، موضحاً أنه لن يكون هناك حراك دون أن يكون هناك صراع، واختلاف في وجهات النظر، والصراع أمر طبيعي هو الذي يكون الحراك الذي نتأمله، معتبراً أن ما عاشته المملكة ، وما أحاط بها من أحداث توجب وجود مثل هذا الصراع الذي شهدت المملكة صراعاً مشابهاً له بين الحداثة والأصالة في عصر الثمانينات الميلادية التي أدت إلى وجود صراع فكري وثقافي بين مناصري الحداثة، وبين من كانوا ضدهم من المحافظين .
0 | 0 | 301691
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|