الأخبار عن الحوار: نقطة حوار |
عن الحوار: نقطة حوار
11-03-2011 06:58 PM
الوطن 12 / 3 / 2009
قضيت أمسية مختلفة "محاضراً" في ثلوثية العزيز الدكتور محمد المشوح بعد غيبة طويلة من مواجهة الجمهور على مسرح "شفهي" مفتوح آثرت خلالها أن يظل القلم وحده وسيلة اتصال ومنبر توصيل رسالة. اتخذت قراري بالعزلة عن المواجهة المفتوحة بعيد محاضرتين جمعتاني بالأستاذين الدكتورين عوض القرني ومحمد النجيمي، كشفتا لي – آنذاك – أن بعض الفئات الحركية تأتي للمحاضرات لشيء من الجدال لا للحوار، ولشيء من بعض تصفية الحسابات لا للنقاش والاستجلاء. وأنا هنا أعني بعض المتداخلين لا الأستاذين الكبيرين اللذين جاوراني على المنبر بكل الأدب والاحترام.بعيد هذه العزلة عن "الكلام" اكتشفت مساء البارحة ولله الحمد، أن مشهدنا الثقافي في الأعوام الأخيرة قطع مرحلة بناءة من بناء الأفكار ومن قبول الآراء ومن تطابق المدارس المختلفة نحو الهدف وإن اختلفنا في الوسيلة. تكشف لي أمسيتي في ضيافة الدكتور محمد المشوح، ومع هذه الرموز الوطنية الكبرى، كل ما راهنت عليه سابقاً من أن الغطاء السياسي في هذا البلد الهائل العظيم أكثر تسامحاً وأنبل من كل الكلام المسموم الذي يروج له البعض حول الحريات الفكرية والثقافية وسأقولها اليوم بكل صدق أتحمل مسؤوليته: مازال أهل الخليج، وحدهم، في هذا الفضاء ينعمون بأبوية الغطاء السياسي وتسامحه الذي يسمح بالحديث الحر المسؤول دون رقابة بطركية أو استبداد بالمصادرة وهذه نعمة كبرى، فالخليجي لا يعرف الخوف، لا بسبب المنجز الاقتصادي، ولكن بما هو أهم: بالمظهر والمخبر الإنساني الصرف الذي يلبسه الغطاء السياسي الرسمي ومن مازال في شك فليأت هذا المساء لديوان "الإيوان" بالرياض ليشاهد الحوار الساخن بين ضيوف معرض الكتاب ومهرجان الجنادرية ولو أن هذه الحوارات كانت تحت الكاميرا أمام قنوات المرجفين والمشككين لما ظنوا أنها بأوهامهم تدور في بلد أفتخر أن أكتبه هنا كاملاً: المملكة العربية السعودية. شكراً وطني فقد قطعنا في أعوام قليلة مسافة هائلة من الحوار والتقارب والنقاش أستطيع أن أرسمه بدقة على مسطرة الزمن وعلى عشرات الأسئلة التي واجهتها وعلى تحمل احتمالات الأجوبة التي قلت بها وعلى سيمياء الأفراد الذين حضروا من مرجعيات ومدارس مختلفة.
0 | 0 | 301334
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|