ضيوف الثلوثية 161 المربي المرجوم ناصر العمري |
161 المربي المرجوم ناصر العمري
10-28-2018 07:14 PM
تاريخ الامسية 24 / 7 / 1439 هـعنوان الأمسية : لقاء مفتوح السيرة الذاتية المربي الشيخ ناصر سليمان العمري • لد في بريدة في عام 1342هـ ووالده الشيخ سليمان العُمري طالب علم، وجده لأمه العلامة الشيخ عمر آل سليم رئيس قضاة القصيم في زمانه وعلم من أعلام العلم في بلادنا -رحمهما الله- ولذا فلا غرابة أن تكون تنشئته تنشئة علمية، بل ويزيد على ذلك أن والدته تقرأ القرآن الكريم وتجيد القراءة والكتابة، في وقت كان يندر فيه من يجيد ذلك، مما وفر له المناخ التربوي والتعليمي في أسرة علمية، فتعلم القراءة والكتابة في بيت والديه قبل أن يلتحق بالكتاتيب عند الشيخ محمد الصالح الوهيبي، ثم التحاقه بالدرس في جامع بريدة عند الشيخ عبدالعزيز العبادي والشيخ محمد بن سليم في مسجد الجردة، وبافتتاح المدرسة الحكومية الأولى في بريدة، كان من أوائل المنتظمين في الدراسة بها، لاسيما وأن شقيقه الشيخ صالح كان معلماً ومعاوناً لمدير المدرسة. وحيث إن الشيخ ناصر ينتمي إلى أسرة علمية تجارية، فقد عمل بالتجارة وهو طفل صغير في محل تجاري شمال جامع بريدة يبيع فيه الأقمشة، وفي داخل المحل يكتب للناس الرسائل. كل ذلك وهو في مراحله الأولى، وعندما بلغ سن الرشد غادر مدرج صباه طالباً السعي للرزق والعمل بالأسباب والاعتماد على نفسه، وإن كان والده بيت عز وثراء فإنه أراد أن يكون معتمداً على الله سبحانه ثم على نفسه لتموين بالرياض) ثم مفتشاً بالوزارة ومفتشاً بالجمارك، وعند تعيين الأمير مساعد بن أحمد السديري أميراً لمنطقة جازان عام 1367هـ طلبه شخصياً لمرافقته والعمل معه معاوناً في ديوان الإمارة، لما لمسه فيه من الكفاءة والنباهة وتحمل المسؤولية، وبعد مضي سنتين استأذن الفقيد من الأمير السديري بالعودة إلى الرياض ومنها إلى القصيم، لأنه لم يأت بعائلته معه. وعاد للقصيم ولمهنة التعليم تحديداً في شهر محرم عام 1369هـ، وتعين مساعداً لمدير مدرسة الفيصلية الابتدائية وبقي فيها حتى عام 1376هـ بعد أن كلف بإدارة المدرسة لسنوات عدة، واعتذر إبان عمله في التعليم عن إدارة بعض معاهد المعلمين أنحاء المملكة التي أنشئت حديثاً في تلك المدة، وقد انتقل للعمل في دور الأيتام مفتشاً عاماً وكان عدد الدور في ذلك الوقت خمسة وعشرين داراً، ولم يمكث بهذا العمل طويلاً، فقد انتقل بعدها للعمل في وزارة المواصلات، وترك العمل في وظيفة كبير المفتشين وهي تعادل المرتبة الرابعة عشرة، هذه لمحة عاجلة وسريعة عن التعليم والعمل الحكومي للفقيد (رحمه الله) وهي محطة يسيرة من محطات هذا الرجل الرائد الذي سبق عصره وزمانه. لم يكن العمل الحكومي هو مسار الشيخ ناصر العمري رحمه الله، فإلى جانب العمل الحكومي، كان له إسهامات وطنية تنموية في مجال الثقافة والإعلام وفي مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، فقد كان في شراكة تجارية مع أشقائه صالح وإبراهيم -رحمهم الله- منذ عقود طويلة في بيئة يسودها الألفة والمحبة والأخوة الصادقة، وحسن التعامل وقوة الترابط، والتعاون والتكاتف، وكانوا مثالاً يحتذى في قوة الترابط والتلاحم وصلة الأرحام والتسابق في أعمال البر والإحسان وإكرام الضيف، وهو طابع عام في أسرتهم، وهي أسرة يستعذب الناس ذكرها لمكارم خلق أبنائها، فهم مقصد ومأوى للأضياف وذوي الحاجة، كما كونوا لبنة صالحة في خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم، ومما أكسبهم ثقة وتقدير ولاة الأمر منذ عهد المؤسس ونفوس المجتمع لما قدموه من خدمات جليلة، وأكد هذا التقدير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز خلال لقائه رجالات الأسرة العُمرية وتقديمه العزاء في الفقيد والثناء على منجزاته الحضارية والأدبية والثقافية، وإسهاماته الوطنية, وعلى عموم الأسرة وتاريخ رجالاتها الطيب الذكر والسيرة الحميدة لهم. عمل الشيخ ناصر في الصحافة كاتباً في أكثر من عشرين مطبوعة منذ ما يزيد على ستين عاماً، كتب خلالها العديد من المقالات التي تجاوزت الألف مقالة والقصائد، وكان إلى جانب الكتابة الصحفية مؤسساً ومساهماً في تأسيس صحيفة القصيم وجريدة الجزيرة وتأسيس مطابع القصيم في الرياض وبريدة، وهي من بواكير المطابع في المنطقة الوسطى، وتشرفت بطباعة أمهات الكتب إلى جانب طباعة صحيفتهم صحيفة القصيم، وأسهم في تأسيس شركة أسمنت القصيم, الذي كان فكرة اقتصادية بعيدة الرؤى في حين كان يراها البعض ضرباً من العبث والتهور بما في ذلك بعض مسؤولي وزارة التجارة. ومما حدثنا به العم ناصر عما واجهوه من صعوبات في الحصول على التصاريح اللازمة من وزارة التجارة آنذاك والرفض ما يقعد ويثبط، ولكن الرغبة الصادقة والإلحاح ومن قبل توفيق الله جعل الفكرة في حيز التنفيذ، ليصبح من أهم مصانع الأسمنت في المملكة ويسهم في التنمية منذ ما يزيد على أربعين عاماً، وكان ولا يزال الأعمام وأبناؤهم من كبار المؤسسين والمساهمين. تميزت أطروحات الشيخ ناصر بن سليمان العمري من خلال كتاباته الصحفية المتعددة وعلى مدى عقود طويلة بالصدق والوضوح والشفافية وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية، وعرف بالرزانة ورجاحة العقل وبعد النظر، وكان من الغيورين على دينه ووطنه صادقاً في ولائه وإخلاصه لولاة أمره، ولن تنسى أروقة الصحافة وأوراقها وتاريخها مواقفه الإيجابية في مواجهة الناصرية وحملتها الشعواء على المملكة وتبصير العامة والخاصة بخطر الشيوعية وكذب إدعائها، ولم يأل جهداً في سبيل نشر الوعي بأهمية نشر التعليم على أوسع نطاق وتوسيع نطاق الخدمات وربط المدن والقرى بشبكات الطرق، فصار محل احترام وثقة ولاة أمور هذه البلاد. ولم يخل زمان ومكان من حاسد وصاحب هوى وأعتم كالخفاش يعشق الظلام، وعانى العمري من بعض المغرضين والمنتفعين الذين يقدمون مصالحهم الفردية على مصلحة الوطن أو كان لهم حسابات سابقة في مناهضة عبدالناصر وأبواقه، وما حدث له حدث لرفيق دربه في مسار القلم النزيه الشيخ زيد بن فياض فكلاهما ترجلا عن سلك العمل الحكومي بطريقة واحدة، وهما من حملا أكفانهما على أقلامهما دفاعاً عن الدين والوطن في حين كان البعض يتلمس الرخص والأذونات لقضاء الإجازات في حمى عبدالناصر متظاهراً بعلاج أو بغيرها، وكانت أولى الكتابات الصحفية له منذ ما يزيد على خمسة وستين عاماً شملت مجموعة من الصحف والمجلات كالمنهل والبلاد والقصيم، الندوة، قريش، الرائد، المدينة، الرياض والجزيرة، عكاظ، اليمامة، وأم القرى، والصحف الخليجية. وفي عهد صحافة الأفراد أسس أخوه الشيخ صالح العمري صحيفة القصيم وكان عوناً له في رئاسة التحرير ونهضا بها حتى توقفت مع توقف صحافة الأفراد، وكان العدد الأخير من الصحيفة رقم 216 وتاريخ 28-10-1383هـ وهو آخر عدد صدر من الجريدة بعد قرار وزارة الإعلام إيقاف جميع صحف الأفراد، وواصل مسيرته الصحفية تلبية لطلب رفيق دربه الشيخ عبدالله بن خميس بعد تأسيس جريدة الجزيرة، وكان من المشاركين في إدارة التحرير منذ العدد الأول للصحيفة، ثم ما لبث أن ترك العمل الإشرافي ليقتصر على الكتابة فقط، وكانت جريدة البلاد آخر محطاته الصحفية كتابة. تميزت مقالات الشيخ ناصر العمري بمميزات عدة لعل من أبرزها الرؤية الاستشرافية وبعد النظر، والمطلع على المقالات القديمة في الشأن الاجتماعي يظن بأنها كتبت للتو مما يؤكد على ريادته وأنه سابق لزمانه، وهذا ما قاله له رئيس التحرير في جريدة البلاد الأستاذ عبدالله عريف في زمانه عقب مقالة كتبها العمري. ومن المقترحات والموضوعات التي سبق له طرحها في الصحافة: - الدفاع عن الوطن ضد الحملات الناصرية والشيوعية الشعواء. - الدفاع عن قضية فلسطين. - الدفاع عن قضايا البلدان العربية والإسلامية المستعمرة، وفضح وحشية المستعمرين. - تبيان التحامل الغربي على قضايا الإسلام والمسلمين وتعطيل حقوقهم ومصالحهم، وخصوصاً أثناء الاستعمار الأجنبي لعدد من البلدان العربية والإسلامية، وخلق المشكلات الحدودية عقب نهاية الاستعمار لإشعال فتيل الخلاف والنزاع بين البلدان الشقيقة المتجاورة. - اقتراح إنشاء مصانع سيارات في المملكة. - اقتراحه الاستفادة من الغاز المحرق وتحويله في خطوط وأنابيب ومد المصانع بها، وإنشاء مناطق صناعية لهذا الغرض. - اقتراحه بتعميم خط السكة الحديد بين مدن المملكة. - مطالبته بالاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي في مكة المكرمة. - مطالبته بإنشاء أندية أدبية. ومما يذكر في كتابته وتميزه ليس تفرده في أسلوبه الرصين وقوته في الطرح، بل تعدى ذلك إلى فقهه الواسع وفكره الوقاد حين توقع قدوم الهاتف المرئي والمتنقل، قبل خروجه وتصنيعه. ولم يكن الفقيد كاتباً صحفياً فحسب بل كان خطيباً مفوهاً وأسند له بأمر الملك فيصل - رحمه الله - أن يلقي كلمة الشعب السعودي في الحملة الوطنية الشعبية السعودية لنصرة فلسطين، وألقاها أمامه في الرياض يضاف إلى ذلك أنه شاعر ملتزم سخر شعره لدينه ولبلاده ولمجتمعه، واستشهد هنا بقصيدة ألقاها بين يدي الملك سعود -رحمه الله- عام 1376هـ
0 | 0 | 301432
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|