ثلوثية د. محمد المشوح
في



الأخبار
الثلوثية تحتفي بالدكتور صالح بن عبدالله بن حميد
الثلوثية تحتفي بالدكتور صالح بن عبدالله بن حميد
الثلوثية تحتفي بالدكتور صالح بن عبدالله بن حميد
01-18-2023 01:56 PM
الثلاثاء 17 / 1 / 2023 الموافق 24 / 6 / 1444 احتفت ثلوثية محمد المشوح مساء الثلاثاء 17/ 1/ 2023م الموافق 24 / 6/ 1444هـ بمعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المستشار في الديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء بحضور جمع غفير من العلماء والأدباء والمثقفين .
وفي بداية اللقاء رحب مدير الأمسية الدكتور سعد النفيسة بالضيف والحضور ثم رتل القارئ عبد الرافع قارئ آيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى مؤسس الثلوثية الدكتور محمد بن عبدالله المشوح كلمة رحب فيها بالضيف الكبير معدداً اسهاماته وخصلة الوفاء التي ورثها عن والده رحمه الله.
وقال في عام 1384هـ اقتضت الإرادة الملكية تعيين سماحة الشيخ عبدالله بن حميد رئيسا للإشراف الديني في المسجد الحرام، وكان آنذاك في بريدة قاضياً ثم معلماً ومدرساً فأشترط ورغب أن يصحبه نخبة من تلاميذه وطلابه يزيد عددهم عن اثنين وعشرين.
فكان ذلك درساً للوفاء عن علامة وعالم فضمهم في وظائف ومسؤوليات وحضروا معهم أسرهم وعائلاتهم فكان معهم أبا حانياً وموجهاً.
لم تنقطع سجية الوفاء وتلك بعد رحيله رحمه الله في ذي القعدة 1402هـ
فخلفه أبناؤه البررة الكرام في تلك السجايا الحميدة والخصال.
وكان لشيخنا أبي محمد حفظه الله من النصيب الأوفر فكان حفياً مع زملاء والده وطلابه وتلاميذه ومريديه ومحبيه.
وسرى هذا الوفاء فيه حتى صار ملازماً له في كل حينه، وكان مداد الوفاء لا يتوقف عن الراحلين أولئك
فكان مقاله الوفاة الكبير عن سكرتيره محمود القوي الأمين، ثم سائقه الإفريقي بعنوان أخي إسحاق رفيق الدرب.
ومن تأمل كتاب رجال صدقوا رثاء ووفاء الذي نشرته دار الثلوثية يلحظ هذه الخصلة العربية الإسلامية الأصيلة بادية ظاهرة وامتد هذا إلى الاحياء يتصل ويسأل ويشارك الجميع في الأفراح ويواسي في الأتراح
أما الوفاء الآخر مع الثلوثية فله قصة منذ بدايتها وكان ضيفها عام 1424هـ ، وتتابع سؤاله الدائم وتشجيعه ومؤازرته ودعمه لمناشط الثلوثية بل كان يحضر بعضها منصتا ومستمعاً.
وكذلك بعض مواقف الوفاء مع تلاميذ والده وأصدقائه ومحبيه ومريديه، والتي توجها بكتابه رجال صدقوا وهو الكتاب الذي طبعته دار الثلوثية.
ثم تحدث معاليه وشكر صاحب الثلوثية محمد المشوح على جهوده فيها قائلا "هذه الثلوثية احتفت وزوارها العديد من كبار رجالات الدولة ورجالات العلم وما ذلك أولا إلا لهمة أبي عبدالله وحسن ترتيبه وتخطيطه وأيضاً ما وضعه الله له من القبول والمحبة.
وقبل ذلك كرمه الذي لا يحتاج المتحدث أن يتحدث عنه فقد وهبه الله عز وجل خصالا كثيرة ولا سيما فيما يتعلق بخلق الكرم والمحبة وحسن تقدير الناس وتحملهم والصبر عليهم بشكل عايشته.
أعلم أن مثله ووضع الله له هذا القبول لابد أن يناله ما يناله يتناوشون القمم حيث أن المرء إذا كبر في مقامه صار محلا للاستهداف، ولكن عقله ودينه وكرمه وفضله لاشك جعل له هذا القبول وهذه المكانة.
ثم تحدث عن بعض صفات الوفاء وكذلك بعض مواقف الوفاء النبوية والقصص التاريخية عن الوفاء
ثم أشار إلى أنه يعكف منذ فترة على كتابة مذكرات وذكريات مما يمر به من أحداث يومية وذكريات مع بعض الأشخاص وسرد بعض المواقف مع الشيخ عبدالله بن منيع والشيخ صالح اللحيدان رحمه الله.
بعد ذلك بدأت المداخلات من معالي الدكتور محمد بن ناصر الحزيم الذي أورد علاقته مع الشيخ صالح بن حميد خلال عمله في الرئاسة وقبل ذلك عندما كان نائباً لمعالي الشيخ محمد الشبل رحمه الله وكيف كان تقديره له ما له من علاقة بوالده سماحة الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله.
كما أورد صور من أخلاقه مع الموظفين والعاملين معه.
كما تحدث بعد ذلك الدكتور علي بن عبدالعزيز الخضيري وسرد قصة تعرفه على والده سماحة الشيخ عبدالله بن حميد عندما كان يحضر رسالة الدكتوراه عن علي بن المقرب العيوني وأنه معجب بشعره وطلب منه أن يقرأ بعض القصائد لاهتمامه بالأدب وكذلك أهداه نسخة من الرسالة بعد مناقشتها وأثنى عليه.
كما تحدث عن علاقته مع الدكتور صالح منذ انضمامهما في مجلس الشورى عام 1418هـ ثم رئاسة الشيخ صالح للمجلس وطريقته في إدارة الحوار في قبة مجلس الشورى.
بعد ذلك تحدث الدكتور فهد الجهني قائلاً "
معالي الأخلاق "
الحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه إلا بنعمةٍ منه ، وصلى الله وسلم على خير رسول أنزل عليه خير كتاب، نبينا محمد وآله وصحبه، كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، وزكانا وإياكم أفضلَ ما زكى أحداً من أمته بصلاته عليه .. وبعد:
أيها الجمعُ النبيل المبارك : السلام عليكم ورحمة الله
أخي النبيل د. محمدَ المشوح حميدَ الفعال كريمَ الخصال؛ شكراً ينثال من الأعماق لك، على كل ما تقدمه لمجتمعك ومحبيك من خير وعلم، فقد انتدبك المولى وهداك لمعالي الأمور، ونفرتَ لتشيع في الناس معاني الوفاء، وتغرس فيهم الفضائل ومن أجلِّها إعطاء كل ذي حقٍ حقه من بعث الذكر والتكريم! وإنه لذكرٌ لك ومحمدةٌ فيك، يفنى رسمها ويبقى أثرها خيرا وبركة عليك وعلى أهل بيتك . فطب بها نفساً.
حضرتُ الليلة من الطائف وكيف لا أحضر ليلةً ضيفها وبدرها شيخي وأستاذي الجليل الشيخ الإمام النبيل الجليل الفقيه الأصولي صالح بن عبدالله بن محمد بن حميد حفظه مولاه ورعاه ؟
أستهل حديثي المختصر هذا عن شيخي الجليل وأستاذي النبيل بخلاصةٍ أخلاقيةٍ فلسفية ذكرها نبيلٌ آخر، وهو الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي رحمه الله حين قال في "وحي القلم": لو أنني سُئلتُ أن أُجِمَل فلسفة الدين الإسلامي كلها في لفظين، لقلتُ: إنها ثبات الأخلاق " !
وما زلتُ منذ أن وعيتُ هذه العبارة الصادقة وأنا اتتبع هذه الخصلة في كثير ممن عرفت، فلا أجدها إلا في قوم بلغوا مراقي عالية ارتقوا سلمها بمعانٍ أصيلةٍ من الثقة بالنفس وصلاح المنشأ وبركة العلم وأثره فيهم، جعلهم في غاية ( الثبات الأخلاقي ) في مراحل حياتهم كلها ! والثباتُ في خلق الشيخ ومبادئه وطبائعه من قبيل المُحكم الذي لا يعتريه نسخٌ، ولا يتطرق إليه تخصيصٌ أو تقييد، ومناطه لا يتغير بتغير الزمان والمكان !
وخلاصة ما يمكن أن أقوله عن شيخي - وأنا أعرف أنه لا يحب المديح ولكن المقام مقامُ ذكرٍ وبيان ، وما من عامٍ إلا وقد خص ! - أنه :" مكارم أخلاق " بها يسير وبها عرف وعليها بإذن الله يُبعث .
والشيخ منذ أن شرفت نفسي بمعرفته في أواخر طلبي في كلية الشريعة بجامعة أم القرى وإلى ساعتنا هذه، هُوَ هُوَ، في طبعه الآسر وسمته الصادق، في بِشْرهِ واحتفائه، في تواضعه ولين جانبه وصفاء نفسه، لم ينقلب على طبع حميد، ولم يتحول عن فضيلة، وما بدَّل خلقًا كريمًا !
وهذا وايمُ الله فضل من الله يخص به من يشاء من عباده !
فالشيخُ ومن مظاهر ثباته على كريم الأخلاق : أن تعاقب الأيام والأعوام لم يزده إلا فضلاً ورفعة، ولا التجارب إلا حكمةً وحنكة، ولا الجاه إلا تواضعاً ونفعاً ! ولا توالي النعم إلا عرفانا وشكراً للخالق المُنعم .. وما شهدنا إلا بما علمنا !
وكيف لا يكون ذلك كذلك وقد جمعَ اللهُ له : كَرَمَ العِرق وصلاحَ المنشأ وصفاء النفس، فما رأينا – كما قيل – ( فعلاً أشبهَ بأخلاق، ولا أخلاقاً أشبهَ بأعراقٍ : من أفعالهِ بأخلاقه، وأخلاقهِ بأعراقه ) ! وما زالت الأخلافُ تحكي عن الأسلاف ويتبعُ الآخِر أثرَ الأول .
انتفعتُ من الشيخِ – عَلِمَ اللهُ – كثيراً ! من علمهِ ومن سمتهِ، ومن خُلقه ومن تواضعه، ومن نصحه وتوجيهه، فالحمدُ الله الذي بلّغني مُـــــدةَ زمانه، وقرّب مكاني من مكانه، وجعلني من تلاميذه، وأصارني في المتأسين به المقتبسين منه الآخذين عنه !
أفدتُ من كتبه في أصول الفقه، ولا أزال أنهل من معينها وأرجع إليها ! ولا أنسى يا معالي الشيخ عبارةً ذكرتـَـها في مقدمة كتابك الفريد" رفع الحرج " حين قلتَ: ( فالمطلوبُ هو الطاعةُ وتحقيق العبودية لله وحده ، فالذي يلتمسُ التخفيفات ويتتبع مواطن الرخص ورفع الحرج بعيداً عن الغاية الحقيقة من تمام العبودية وخالص الخضوع فقد أخطأ وضل السبيل ... فكل ما يتقرر في هذا البحث من تخفيفٍ ويسر يجب أن لا يطغى أو يشوش على المقصد الحقيقي من مقاصد الشرع ..) ويندر جداً من علماء الأصول عدا الشاطبي وابن تيمة من يربط هذا الربط النوراني المقاصدي، فيلفت إلى هذا المنزع الخفي المهم! فيتوجه الطالب والباحث الوجهة السديدة التي تنفعه وتفيده عند مناقشة هذا النوع من المسائل، ولم أزل منذ قرأتها ووعيتها أنقلها لطلابي جيلاً بعد جيل !
والشيخ حفظه الله أفضاله عليَّ كثيرة، وهل هناك من فضلٍ يُقدّمهُ عالمٌ لطالبه أعظم من العلم والنصح والتشجيع ، وعندما عرضت عليه نحن بجوار الكعبة أن يتوَّجِ كتابي" دفاع الطوفي عن الطوفي " بمقدمة يعلو بها قدرًا وشرفًا رحب على الفور وفي أسابيع قليلة بعثها إليَّ مشكوراً جزاه اللهُ عني كل خير .
فكتبَ معاني عظيمةً جليلة في صفحاتٍ قليلة؛ ولكنها كادت ـــــ والله ـــــ أن تأتي على فكرة كتابي ومادته وخلاصته كلها! وهذا شأن العلماء أهل النظر والتدقيق إذا كتبوا ! ومما قاله هناك وأفدتُ منه جداً ( ولا يتحقق العدل في نظر الفقيه في تلك الأحوال إلا بجمع النقول والمقول، وتأملها، وتمييز العام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، والزمان والمكان ، والظرف والحال ، فيحمل ذاك على ذاك ، فيتحرر له القصود ودواعي الورود في مقولات الأئمة ومنقولات المذاهب) !
وفي مجالسه العامة و الخاصة تجده دائم البشر، ساكن البال، صافي النفس، تعلو محياه ابتسامة لا تفارقه – أدامها الله - تُحس وأنت بحضرته بسعادةٍ غامرة وسكون نفس ! وتصدرُ من مجلسهِ المبارك وقد نحلك جرعةً عاليةً من التفاؤل والأنس والسكينة !
وكما كان ـــ رعاه الله ووقاه ـــ يكرمني ولا يزال بعلمه وحفاوته ، فإنه لم يتراخ بإدخال السرور عليَّ وعلى أهل بيتي بزياراته لي في بيتي في الطائف كلما سنحت له فرصة وتهيأ سبب ولله الحمد على فضله وكرمه .
انتفعتُ بالشيخ ـــ كلأه الله بعنايته ـــ انتفاعاً عظيماً من جهة خطبه في البيت العتيق التي يبذل فيها جهده ويعمل فكره في موضوعاتها ! ويبدع في نسجها فتخرج في حلة أدبية في غاية الجمال والسحر يرفعها بصوت عذب يأخذ بمجامع السامعين، فيجتمع في لحظاتها جمال البيان وهيبة المكان وقدسية الزمان ! تحدث عن صداقة الأصدقاء فأخذ الناس يفتشون عن أصدقائهم ويعيدون ترتيب أوراقهم ! ونبّه على مكانة الأخوة والإخوة فتفقد الناس إخوتهم بعد انقطاع ! وتكلم في التربية فراجع كل مربي نفسه !
وكما هو موفق في اختيارات وانتقاء خطبه، فهو أيضا موفق في اختيار مؤلفاته وكتبه، كمثل موسوعته الفريدة غير المسبوقة تاريخياً على شرط بحثه، أعني: تاريخ أمة في سير أئمة ! وهي موسوعة في خمس مجلدات في تراجم أئمة الحرمين من عصر النبوة إلى عصرنا هذا !
ترجم فيه لخمسةٍ وأربعين وسبعمئة إمام للمسجد الحرام وسبعةٍ وستين وخمسمئة لأئمة المسجد النبوي !! ويتبع ذلك بموسوعةٍ جديدة عن الأذان والمؤذنين في الحرمين الشريفين !
وأختم بذكر خصلة ثالثة من خصاله الحميدة "بعد كريم الأخلاق والثبات عليها " لا أنساها وهي : وفاؤه الدائم مع كل من رافقه في عمل أو خدمة شخصية أو وجيه و من عاش معهم وعاشوا معه من قريب أو بعيد، يكتب عنهم المراثي ويفرد لهم المقالات ويثني عليهم بما علم وخبر.
شيخي الجليل، المقام مهيب وتلميذك مُحب، وفي النفس مشاعر وفيك فطانةٌ ،
وإني في مقالتي هذه لا أدري هل أنا مادحٌ أم ممدوح ؟ فإني لا أمدحك إلا بالقدر الذي أمدح فيه نفسي لذكري قربي منك وصلتي بك !
ومثلي كمثل قول أبي الطيب لسيف الدولة :
لك الحمدُ في الدر الذي لي لفظه فإنك مُعطيه وإني ناظمُ !
وهب الله لك العافية وختم لك بالسعادة الباقية، وأعزك بالحق وجعل لذّتك في العلم ووفقك للعمل به ، وكفاك من أمر دنياك كلّ ما يشغلك عن أمر آخرتك .
وبارك لك في علمك وحياتك وأهلك وذريتك.
شيخي الجليل: هؤلاء المحبون وغيرهم أكرموك وكرّموك بما يليقُ بأقدارهم وقدراتهم ، وإني أرجو الله القدير أن يهبك كرامةً تليقُ بقدره سبحانه وتعالى !






ثم تحدث الدكتور محمد الفاضل وأثنى على أخلاق وسجايا معالي الشيخ صالح بن حميد وتواضعه وكذلك اهتمامه باللغة العربية وعنايته بها
ثم تحدث الدكتور سليمان العيدي عن موقف للشيخ صالح بن حميد في التليفزيون حيث حصل بعض التجاوز من أحد المذيعيين فما شكاه الشيخ وما عنفه في ذلك وكان قمه في الحلم والصبر والتحمل.
وفي نهاية اللقاء قدم المضيف درع الثلوثية للمحتفى به معالي الشيخ صالح بن حميد ثم تناول الجميع طعام العشاء

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات301431


خدمات المحتوى


تقييم
1.93/10 (50 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.