لقاء مع المؤسس الشيخ محمد المشوح فى حديث عن "الثلوثية " |
الشيخ محمد المشوح فى حديث عن "الثلوثية "
نسعى إلى تبنى الحوار كأسلوب علمي للتقارب الفكري بين الأجيال .
11-01-2011 03:00 PM
مجلة الدعوة 12 / 5 /2005م العدد 1992
اعتبر الشيخ محمد بن عبدالله المشوح المشرف على " ثلوثية المشرح " المجالس الثقافية والملتقيات الأدبية نوافذ مشرقة لثقافتنا الإسلامية التى تغرس تعاليم وأسسنا راسخة فى مد الجسور وبناء العلاقة بين أفراد المجتمع .وقال المشوح فى حواره مع " الدعوة" إن الثلوثية تسعى إلى التأكيد على الهوية الثقافية وتتبنى الحوار كأسلوب علمي وسلوك حضاري يساهم فى التقارب الفكري بين الأجيال إلى جانب الاهتمام بالقضايا الاجتماعية المعاصرة وحرصها على الحوار والمناقشة , وإيجاد الحلول الناجحة لها ، وفيما يلى نص الحوار : نوافذ مشرقة - بداية كيف ترون أثر الملتقيات والمجالس الثقافية وانعكاساتها على المجتمع؟ لفترة طويلة شكلت الملتقيات والمجالس الثقافية المنعقدة فى بعض الدور نوافذ مشرقة لثقافتنا مغبرة عن نفس أهلي يبوح رديفاً للدور الرسمي الكبير الذي تضطلع به الدولة – وفقها الله – لرفع راية والثقافة . وغرست هذه المنتديات تعاليم وأسساً راسخة فى مد جسور وبناء علاقة مشيدة بين الشرائح والأطياف الثقافية . لقد عرف الميل الفطرى من قبل الإنسان لاكتساب العلوم والمعارف منذ الأزل ودّونت فى سجلات التاريخ محاورات سقراط فى أزفة أثينا ، حينما يلتفت حول المعجب والمحاور والمعارض . وكذلك ما حفظ عن مداولات أفلاطون ومسجلاته مع مريديه وخصومه . أما المساجد ودور العلم وأروقة الفكر الإسلامية , فقد كانت غنية بالمحاورات الجادة بين أرباب المذاهب والاجتهادات والأفكار ، وكانت مجالس أبى حيان التوحيدى فى ‘متاعه ومؤانسته ومقتبساته . وكان لوزير المهلبي مجلس علمي رائد كان من نتيجته كتاب "الأغانى" ومنها مجالس سيف الدولة الحمداني الذي تخرج منه المتنبي وأبوفراس والفارابي وابن خالويه . وكانت مجالس أخرى لا تقل عنها قيمة لبعض المهتمين كأبى سليمان المنطقي وابن أبي عامر وكان يرتادها مشاهير كأبن أبى زرعة وابن الخمّار وابن السمح والقمسي ومسكويه . ويرى الجهثياري الذى قام بتأليف كتاب مفرد وجود ما يزيد على أربعمائة وثمانين سمرة من سمر العرب وكان ينوى أن يجعلها على نسق ألف ليلة وليلة إلا أن المنية سبقته . وهكذا استمرت هذه المجالس والمنتديات والتي صار البعض يطلق عليها " الصالونات" تجوزاً مع عجمتها . وحظيت الرياض بنصيب وافر من تلك نظراً لما تحتضنه من كنوز علمية وثقافية كبرى وما يقطنها من لفيف الأدباء والعلماء والمثقفين والمفكرين . أما المشهد الأدنى والقريب عرفت منتديات مى زيادة وندوة العقاد وكانت هناك مجالس عدة فى القاهرة والشام والعراق تصطك برواد الأدب وقمم المثقفين بل مجلس مى زيادة الشهير يوم الثلاثاء بالقاهرة كان محضناً لعدد من الرموز والرواد والكبار آنذاك . ومنه قول قول الشاعر إسماعيل صبرى : روحى على بعض دور الحى هائمة إن لم أمتع بمي ناظرى غداً كظامئ الطير تواقا فى الماء لكان صحبك يا يوم الثلاثاء بل إنه لم يحظى مجلس بشهرة مى زيادة سوى مجلس العقاد الذى كان يعقد فى كل يوم جمعة . -وما أبرز أهداف الثلوثية ؟ لقد سعت الثلوثية التى نأمل أن تكون رديفاَ للمناشط الثقافية والعلمية الي أشرعتها وترعاها دولتنا المباركة –حفظها الله –مؤكدة على الأهداف التالية :- • تقديم زاد من المعرفة فى المجالات المختلفة ، ووضع من لا تتيح له ظروفة فسحة من الوقت يفرغ فيها إلى القراءة والإطلاع فى موضوع الاتصال بما يجد فى مجالات المعرفة من العلوم والآداب والاجتماع والسياسة والاقتصاد . • إتاحة الفرصة لذوى التبريز والمكانة فى فروع المعرفة المختلفة لتبادل المعرفة والمشاركة فى الخبرة واكتساب جديد . • تقريب وجهات النظر المتباعدة حول بعض الأفكار والمواقف وتعويد لنفس حسن الآستماع إلى الأخر وحسن الظن به وتلمس موضوع الصواب عنده والأخذ بما روى عن الإمام الشافعي الذى جاء فى قوله " ما ناظرت أحد فسرني أن أظهر عليه • تكريم العلماء والمفكرين والشعراء والأدباء وغيرهم من المبدعين من داخل المملكة وخارجها ، وتوثيق مسيرتهم من خلال إصدارات . • التعريف بالرموز الثقافية والعلمية والفكرية فى بلادنا وجهودهم فى النهضة التى نعيشها . • تفعيل العلاقة بين المثقف والشباب من خلال اللقاء المباشر المفتوح فى جو تسوده روح المحبة والنقاش العلمى الرصين . • تبنى الحوار كأسلوب علمى وسلوك حضارى يساهم فى التقارب الفكرى بين الأجيال . • التأكيد على الهوية الثقافية الأصلية لبلادنا المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . • المشاركة فى التعريف بما تعيشه المملكة من نهضة علمية وفكرية وثقافية وحضارية شاملة . • الحضور الفعال فى المناسبات الوطنية والمشاركة فيها والعمل على تفعليها والإفادة منها . • الاهتمام بالقضايا الاجتماعية المعاصرة وطرحها لحوار والناقشة والسعى لإيجاد الحلول المناسبة لها . • وخلال مسيرة الثلوثية التى قارب خمس سنوات استضافت عدداً من أصحاب المعالى والفضيلة والسعادة والعلماء والأدباء الذين أثروا تلك الجلسات رمزيد علمهم وفكرهم ونظرهم وتجربتهم . ملتقى ثقافى - ماذا عن البداية الأولى للثلوثية وكيف جاءت فكرتها ؟ - البداية الأولى كانت هناك رغبة فى أيجاد نواة لملتقى ثقافي فكري يحمل معه الهموم العلقة فى الساحة الثقافية ليتم الحوار حولها والنقاش فى مضامينها . كما كانت لدى رغبة فى إيجاد وتنمية علاقة وطيدة بيبن جيل الرواد الكبار وجيل الشباب ليستفيد الجيل الناشئ من تجربتهم وعلومهم ورؤيتهم . كما أن الانصراف الكبير من قبل جيل الشباب نحو المغريات المتعاقبة والمتزاحمة ولدت ضرورة فى قيام منتديات أو ملتقيات تعنى بنبض المجتمع الثقافى . وعرضت هذا الأمر على عدد من الأصدقاء وأساتذتنا وشيوخنا الكبار الذين حمدو الفكرة وباركوها وشجعوا على قيامها واستمرارها . وكانت البداية عام 1421هـ حتى اليوم ولله الحمد . ومن المعلوم أن المنتديات الثقافية ليست جديدة أن المجالس الأدبية بدعاً فقد عرفت منذ فترة طويلة فقد كانت هناك مجالس لبعض الحكام والأمراء عبر جلساء وندماء وشعراء وأدباء . صعوبات - هل تواجهون صعوبات فى اختيار الضيوف ؟ وجدولة مواعيد لقاءات الثلوثية ؟ - الحقيقة هناك بعض الصعوبات العابرة لتى تكمن فى ورع بعض الضيوف وعزوفهم الكلى عن المشاركات الاجتماعية الثقافية مع علو مكانتهم واستحقاقهم للتقدير والتكريم والاحتفاء ، ولكننى كثيراً -ولله الحمد –ما أستطيع إقناعهم بالحضور والمشاركة أما جدولة المواعيد للثلوثية فأسعى جاهداً إلى التنسيق مع الضيق قبل فترة مناسبة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة , ومعلوم أن ثلوثيتنا تقام وتنعقد كل أسبوعين يوم الثلاثاء قلة الحضور - يلاحظ تفاوت عدد الحضور بين ثلوثية وأخرى هل هذا عائد لشخصية الضيف أم لتأخر الإعلان عنها فى الصحف ؟ - الحضور طبيعى أن يكون متفاوتاص فمعرفة الضيف وحضوره الدائم فى المشهد الثقافى والإجتماعى ينعكس على الحضور وإذا تأملنا النشاطات الثقافية والفكرية المتعددة ندرك أن ثمة عزوفاً تاماً يغشى المجتمع عن مثل تلك المناسبات . إلا أننى أشيد بالتفاعل الإعلامى الذى تجده الثلوثية من بعض صحفنا ومجلاتنا ونطمح بالمزيد . إنترنت -- هل تفكرون فى تخصيص موقع للثلوثية على شبكة الانترنت لنقلها مباشرة أسوة ببعض الصوالين المشابهة ؟ نسعى حالياً لإنشاء موقع الثلوثية على شبكة الانترنت عبر أحدى الشركات المعروفة والمتخصصة وسيكون موقعاً رائعاً يتضمن كافة المعلومات عن الضيوف والمواعيد وما يتعلق بالثلوثية . مساحة التعليق -يتذمر البعض من قلة مساحة التعليق على حديث الضيف الذى يفقد الثلوثية صفة التفاعلية ...ما تعليقكم ؟ - التعليق وقلته تعود إلى الوقت فالضيوف والحضور يتراوح عددهم أحياناً بين خمسين إلى مائة وخمسين شخصاً هناك ما يقارب عشرين أو ثلاثين طلباً للتعليق والوقت ضيق وهناك أسئلة أيضاً . علماً أننى لا أتتدخل فى ذلك . بل هو العائد إلى مديرية الأمسية الأديب والمثقف والشاعر عبدالله الوشمى . كما أننى أجد البعض لا يرغب فى إطالة الوقت والسهر إلى وقت متأخر فيضطر إلى الاعتذار من الأخوة قد يدركهم الوقت للتعليق . تصميم الملتقيات - هل ترى أن فكرة تعميم الصالونات الثقافية والأدبية ستثرى الساحة بالجديد والمفيد ؟ - لا شك أن مثل هذه المنتديات سوف تنعكس على المشهد الثقافى والفكرى للمجتمع السعودى إذا وجدت الحضور والتفاعل من المثقفين والحضور . مواقف - ما المواقف الطريفة والغريبة التى مررت بها خلال إشرافكم على الثلوثية ؟ - الحقيقة هناك عدد من المواقف الطريفة مثل عدم معرفة الضيف الدقيق بموقع ومكان الثلوثية فيضطر إلى التأخير أحياناً ومعظمهم قد يتيه مما يسبب حرجاً لى والضيوف . كما أنا المواقف المحرجة الأعداد والجمهور والحضور الكثيف الذى نواجهه فى بعض الجلسات نظراً لسخونه الموضوع أو جماهيرية الضيف . ومن المواقف اشتراطات البعض عدم الأسئلة أو الحديث فى السيرة الذاتية أو الجوانب الشخصية أو عدم سماع الشعر ممن قد يمدح الضيف ومنع مأدبة العشاء ونحو ذلك . - من هم أبرز الضيوف والشخصيات التى استضافتها الثلوثية ؟ - حظت الثلوثية باستضافة نخبة من الرموز العلمية والدعوية والفكرية والإعلامية منها :- معالى الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى ، معالى الشيخ صالح بن عبدالعزيز أل الشيخ ، صاحب المعالى الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، معالي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع ، صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ، د. عبدالرحمن بن صالح العشماوى ،معالى د. أحمد بن محمد الضبيب –عضو مجلس الشورى – أعضاء مجلس البلدي المنتخبين فى بلدية الرياض ، أ/ تركى عبدالله السديرى ، الأستاذ خالد المالك ، معالى الشيخ محمد بن ناصر العبودى ، معالى الشيخ محمد بن عبدالله السبيل ، معالى د. عبدالله بن صالح العبيد –رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان .
0 | 0 | 303362
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|