ثلوثية د. محمد المشوح
في

جديد المقالات



01-31-2016 06:19 AM

«نريدك أن تكون ضيفنا في ثلوثية الأسبوع القادم». بهذا جاء صوته الهادئ في الهاتف. قلت له معتذرًا: «والله إني لا أصلح لمثل هذه المقامات، فأنا أعيا من باقل». قال: «لا، لا، كيف وقد علَّمت أجيالًا من طلاب العربية؟ ونحن لا نريد محاضرة علمية جادّة بل حديثًا ثقافيًّا يسيرًا». قلت: «حديثًا عن أساتذتي؟». قال: «ممتاز». قلت: «على بركة الله». ثم فوجئت بعدها برسالة على الوثّاب (الواتسآب) من أخي د. محمد المشوّح، هي تغريدة على حساب دار الثلوثية، تقول: تحتفي ثلوثية محمد المشوح مساء الثلاثاء القادم بالدكتور إبراهيم الشمسان (أبوأوس) وتكرمه. لم أملك وقد بادر إلى ذلك سوى أن أعلق «بارك الله فيكم، وحفظكم، ورعاكم، وأدامكم سدنة للعربية ورعاة لطلابها».

قال لي أخي د. محمد المشوح بعد أن استوى بنا المجلس في لحظات انتظار اكتمال الحضور الكريم: «أكملنا سبعة عشر عامًا للثلوثية». هنأته بهذا الإنجاز في هذه السنوات الحافلة بالنشاط الثقافي؛ إذ استقبلت دار الثلوثية عددًا من رجال العلم والثقافة، من أبرزهم العلامة محمد بن ناصر العبودي الذي فاتني حضور استقباله، ولكني سعدت بالحضور حين احتفت الدار بتدشين الموقع الشبكي للعلامة العبودي.

كان من دواعي سروري وبهجتي مصاحبة أخي الكبير محمد الإداري المربي الذي تعلمت في المدرسة التي كان يديرها باقتدار، هي المدرسة السعودية الابتدائية بالمذنب، وتربيت في بيته، بين أبنائه؛ فنالني من حبه ورعايته ما لم ينل أحدًا منهم، أطال الله عمره بالصحة والتوفيق والرضا.

بُدئت الندوة بترحيب بالحاضرين، وبشكر لهم لحضورهم، ثم بتلاوة آي من القرآن الكريم، وقرأ مدير الندوة الأستاذ سعد النفيسة شيئًا من سيرتي الذاتية، ثم أعطى الكلمة لصاحب دار الثلوثية د. محمد بن عبد الله المشوّح الذي عبّر عن سعادته بحضوري، وأفاض بالثناء على شخصي المتواضع بصفات هي أنسب إلى سابغ كرمه من اتصافي بها، حتى إذا كانت الكلمة عندي شكرته لدعوته الكريمة، وبدأت حديثي بتعريف نفسي، وذكرت مراحل تعلمي منذ الدراسة الابتدائية فالمتوسطة بالمذنب في منطقة القصيم، ثم انتقالي إلى الرياض حيث كان قد انتقل إليها للعمل أخي محمد، وقد التحقت بمدرسة اليمامة الثانوية، ثم التحاقي بكلية الآداب على الرغم من أني درست في الثانوية في القسم العلمي. وذكرت أني بعد تعييني معيدًا في قسم اللغة العربية قرر القسم ابتعاثي إلى جامعة القاهرة، وفيها حصلت على درجتَيْ الماجستير والدكتوراه. ودار حديث عن مشاركتي في إعداد الموسوعات والمعجمات، منها موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب، وموسوعة الملك عبدالعزيز، ومعجم الطلاب لمرحلتَيْ المتوسطة والثانوية.

كان من دواعي سروري البالغ حضور من استطاع من زملائي من أساتذة قسم اللغة العربية، د. محمد خير البقاعي، د. علي عبدالله، د. محمد بن ناصر الشهري، د. علي المعيوف ود. محمد منوّر. وتشرفت كثيراً بحضور الشيخ د. عبدالعزيز الربيعة.

لم يقتصر كرم زملائي على الحضور، بل تكلموا بما يعرفونه عني مبدين سرورهم بهذا الحضور. وتكلم عدد من الضيوف بما يعرفونه، وطرحوا بعض القضايا اللغوية العامة، وتوجه بعضهم بأسئلة مكتوبة، حاولت أن أجيب عنها بما أعرفه باختصار.

ودعا مضيفنا الكريم الحضور إلى مأدبة فاخرة، تخللتها أحاديث جانبية، تواصلت بعد ذلك في بيت الشاي الذي أعقب الطعام.

ولم يكتفِ أخي د. محمد المشوح بما أفاضه علي من لطفه وجميل قوله ومن كرم وفادة وقرى، بل ودّعني بهدية قيمة من مطبوعات دار الثلوثية، هي كنز لا يقدر بثمن، ولعل الله يتيح أن أستعرضها للقارئ الكريم في مداخلات قادمة. أما الكتب فهي (عميد الرحالين محمد بن ناصر العبودي: حياته، إسهاماته، جهوده) تأليف محمد بن عبدالله بن إبراهيم المشوح، (لطائف من رحلات الشيخ الرحالة محمد بن ناصر العبودي) جمعها ورتبها عبدالعزيز بن سعود العويد و(جبل شمر في الرحلات الشرقية خلال العصر الحديث) تأليف د. خليف الصغير الشمري. أما بقية الكتب فهي من تأليف العلامة العبودي، وهي (معجم ألفاظ الحرف والصنائع)، (معجم وجه الأرض)، (معجم الطعام والشراب)، (معجم الأقارب والأصدقاء)، (معجم ألفاظ المرض والصحة)، (شجر البرية وأعشابها)، (الرحالة العظيم ابن بطوطة: شواهد حية على صدقه) و(سبعون عامًا في الوظيفة الحكومية). وإن ما كتبه علامتنا العبودي، وأفنى عمره في إعداده من معاجم متنوعة، استغرقت معظم جوانب حياتنا الشعبية، هو إنجاز مذهل معجز، ينوء مثلها بالمؤسسات. وإن من الوفاء لعمله أن يتخذ منه موسوعة شبكية معززة باللوحات البيانية والصور المعززة لما جاء في تلك المعاجم من شرح كتابي.

الشكر كل الشكر لهذه الدار التي اعتادت تكريم أهل العلم وطلابه بالاحتفاء بهم وبنشر أعمالهم، وهو إنجاز وطني متميز؛ يستحق التقدير والاحترام والدعاء لصاحبها بالتوفيق والدرجات العلى عند ربّ كريم، لا يضيع

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 3002


خدمات المحتوى


د أبو أوس " إبراهيم الشمسان "
د أبو أوس

تقييم
3.11/10 (20 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.